LoRiN AlIrAqIa المديرة العامة
المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 27/09/2007
| موضوع: من ثمار الصليب.....موضوع اكثر من رائع الثلاثاء أكتوبر 02, 2007 2:32 pm | |
| من ثمار الصليــــب......
كلنا نبتهج بعيد القيامة المجيد.. نفرح لأنه عيد إنتصار فادينا على الموت... نتهلل لأنه وعد لجميعنا بالحياة... لكن هل فكرنا فيما قبل القيامة؟... ربما نكون قد فكرنا في الأمر تاريخياً - في حياة المسيح... فنحن نعرف أنه قبل القيامة إجتاز إختبار الصليب.
وقد رنمنا وسمعنا ترانيم عن الصليب... فقد صلب وقبر وقام... واليوم نعيد ذكرى قيامته...
لكن ليس القصد صليب المسيح التاريخي، بل يجب أن نفكر جيمعاً في صليب القرن العشرين.. صليب اليوم وصليب الغد...
إننا نريد أن تكون حياتنا كلها أمجاد، وأكاليل، نجاح وانتصارات.. نريد أن نحيا دائماً في عيد القيامة - قيامتنا نحن من الذل والفشل... من الجمود والكسل... وننسى أننا قبل أن نختبر القيامة، لا بد أن نختبر الصليب...
أنت يا من تعاني الملل والفشل تعمل دون نتيجة تحصدها هل ترغب حياة منطلقة في روائع الأعمال، ومفاخر الإنتصارات...
أنت يا من لا تعرف طعماً للحياة، هل تريدها حلوة المذاق، مظللة بالورود والأزاهير والثمار...
فلنأخذ الكلام والدليل من فم المسيح نفسه... إن لم تمت... فستبقى وحدك دون حياة حقيقية.. لكن إن مت... ستأتي بثمر كثير..
أو بتعبير آخر.
إن الطريق إلى الحياة المجيدة المثمرة الخالدة، لا بد أن يمر أولاً باختبار الصليب... إختبار حقيقي... إختبره المسيح... فقد جعل نفسه ذبيحة ، ومسرة الرب بيده نجحت...
فلولا الصليب لما كانت الملايين المفدية تنشد نشيد الإنتصار، وتمجد المسيح البار، وتعيد لمجده الأعياد، وتكرس لشخصه النفس والنفيس، في كل الأقطار والبلاد.. وهو إختبار يمكن لكل إنسان أن يختبره... فكم من إنسان أغلق على نفسه باب الحياة، حباً في الحياة... فكانت النتيجة أنه مات وهو حي... كم من إنسان وضع نفسه في سجن الأنانية، فلم يفكر إلا في ذاته، فزادت متاعبه، وانهالت عليه المشكلات، وانفض عنه الناس... فأضحى حيا بجسده، ميتاً بروحه ووجدانه وعلاقاته...
إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض لتموت... بقيت وحدها، فما أشبعت جائعاً، ولا أطعمت مسكيناً لكن خذوا الجانب الآخر من الصورة..
كم من إنسان نسى نفسه متفانياً في الخدمة والتضحية، تحمل من الناس صلباناً من التعيير والنقد وسوء الظن... إنهالت عليه الأقاويل كالتراب تريد أن تدفنه... فمات من عناء الخدمة المضحية... وقدم نفسه ذبيحة على مذبح التضحية... لكن التضحية لا يمكن أن تموت، بل تفجرت ينابيع الحياة من قلب الموت - وظهرت ثمار التضحية سواء في حياته أو بعد إنطلاقه إلى عالم الخلود... ثمار شهية تشبع النفوس الجائعة... وتخفف آلام المتألمين، وتضفى على الدنيا ضياء وبهجة وإشراقاً... ... ماتت حبة الحنطة في الأرض... لذلك أتت بمثر كثير..
لقد تعلم كثيرون هذا الدرس من فادينا المجيد، فأضاعوا حياتهم لأجل أسمى المبادئ، فوجودها مئات الأضعاف... هكذا فعل كثيرون من أبطال الإيمان والجهاد في القديم والحديث.. أضاعوا حياتهم من أجل المسيح والإنجيل فوجودها.. حملوا الصلبان... وذاقوا آلامها، فذاق الناس منهم ثمار الصليب الحلوة الشهية، وإختبروا معنى القيامة الحقيقي... نور جديد نطل به على الحياة، ورسالة جديدة نحملها للبشر...
وهناك أنواع من الصلبان، أو أنواع من الموت.. هناك صليب نتقبل عنده الألم والإهانة صابرين صامتين.. وهناك صليب نقبل عنده الخسارة في سبيل الحق والشرف شاكرين وهناك صليب نبذل عنده جهدنا ونضحى براحتنا في سبيل من لا يستحقون - راضين مسرورين... وهناك صليب نقبل عنده تسليم إرادتنا في سبيل السلام طائعين مختارين... وهناك صليب نحب عنده أعداءنا ونبارك لاعنينا ونبقى لأجل من يسيئون إلينا محسنين مصلين...
هذه وغيرها صلبان حقيقية... موت يموته الإنسان كل يوم، فليس هذا بالأمر السهل اليسير على الطبيعة البشرية التي ترفض الصليب... إن طبيعتنا تتعذب عند الصليب، لكن أرواحنا ونفوسنا تصفو وتتطهر وتنضج... وهكذا نجني نحن، ويجنى الآخرون من ثمار الصليب...
فكل أعمال الحنان والعطف والإنسانية التي يتمتع بها البشر، إنما هي من ثمار الصليب... | |
|