إرحموني
دعوني لعالمي المنسي، دعوني لوحدتي الأبدية
ولجرحي وجنوني وأحزاني السرمدية
إرحموني
أخبروني كيف أنسى
كيف أسدل ستائري الشفافة على حطام أزمنتي
كيف أمحي كل تاريخٍ سجل في بحور آلامي
كيف أخفي الأرض تحت أقدامي
كيف أسير بعكس إتجاه أيامي
أخبروني...
كيف أنسى وأنتم لا ترحمون
ولا تكفون عن تحسس جراحي النازفة
منذ تلك العاصفة
وتزرعون حولي الأشواك والحواجز
وهل بذلك تحموني من تلك المخارز؟
صدقوني هذا ليس بجائز
فالألم موجود معي، في حقائبي الرخامية
في روحي، في كياني، في أحلامي القرمزية
فإتركوني
أعيش على هوامش الضياع
أتركوني في صراع
ولا تطلبوا مني النسيان لأنكم بذلك تذكروني.
أتركوني
فكيف أنسى والأسئلة تتساقط فوق رأسي كالرصاص
عند كل منعطف، على كل رصيف متعب،
وحتى في المساجد
فأنتم يا إخوتي تلاحقونني
وأرى وجوهكم حتى في كوب قهوتي البارد
وفي صفحات الجريدة
وفي الرسائل والطرائد
لتسألوا دائماً عن حالي
وعن جرحي وعن حبي وعن روحي
وإذا ما زلت أتخبط بين البحر والميناء
بين النسم والأنواء
بين العتم والأضواء
أو بين صلوات المعابد..
يا أخوتي
الأ يشغلكم غيري
قتشنقوني بألسنتكم
وترفعوني في فضائي ثم تلقوني في أوديتكم
دعوني أتعامل مع جرحي
أداويه، أعمقه، أخفيه ثم أرسمه
وأطلقه ثم أعدمه
فأنا من يُضرب بالسيف لا أنتم
وأنا من يشنق كل مساءٍ لا أنتم
وأنا من يرشف الحزن في القهوة لا أنتم
وأنا من يخلط الحزن بالضياع والألم ليصنع فطور الصباح
لا انتـــــــــــــــــــم
فأرحموني إذا شئتم
وإن أسأت إليكم
فلا لا تلوموني